أكد بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر ان "الصوم صدقة ورحمة وإحساس بالآخر، وهو قبل كل شيء عطاء دائم، وهو ليس مجرد حرمان من أطعمة لا بل رمزاً من خلاله نقول لخالقنا إننا نحرم عن أنفسنا لنضع في فم الفقير الذي أحببته، والصوم عطاء وتخلٍّ وترك ولعل كل جوانبه تختزل ههنا، فالصوم مغفرة والمغفرةُ تركٌ وهي بذلك عطاءُ من لم يهَبْه اللهُ مالاً أرضياً، والصوم طرحٌ لغضب النفس وتركٌ "لمن لنا عليه" حتى ينجلي فينا نور المسيح فنُضيء للجميع، حيث يقول الآباء القديسون ما معناه: لا ندعنّ شمسَ هذا العالم تغرب على غضبنا لئلا تهجرَ نفسَنا شمسُ العدل والبر أي المسيح له المجد.
ولفت البطريرك في رسالته، الى ان"الصوم مسيرةٌ نغسل فيها عمق النفس بطيب المسيح، والصوم معمودية نرحض بها ضغائن الذاتفي جرن التوبة. الصوم فصح وعبور نعبر فيه وبه من روتين الحياة إلى ربيع النفوس. الصوم انحناءة نفس ترتمي في جلجلة المسيح لتقوم وتنهض به ومعه، والصوم ذخر النفس التي تتلمس من إماتتها فيض الحياة بالرب وتتحسس في جهاداتها ونسكها ظَفَر الرب الغالب"، موضحاً انه "نرفع صلاتنا من أجل سلام العالم أجمع وخير هذا الشرق الجريح الذي يئن لألم بلدانه وألم إنسانها من كل الأطياف، ونرفع صلاتنا كي تذوب تهاويل الحروب في غمرة تهاليل السلام، ونرفع صلاتنا من أجل كل حبيبٍ أخذته عنا قسوة الزمن الحاضر، ونصلي لأجل كل من فارقنا على رجاء القيامة والحياة الأبدية، ونصلي من أجل العين الساهرة على أوطاننا ومن أجل أن تصان من كل تكفيرٍ وإرهاب وخطفٍ وعنفٍ وضيقة حال، ونرفع صلاتنا من أجل المخطوفين ومنهم أخوانا المطرانان يوحنا إبراهيم وبولس يازجي مطرانا حلب المخطوفان منذ نيسان 2013 وسط صمت دولي مطبقٍ ومريبٍ يحز في نفسنا مثلما يحز الخطف المدان والمستنكر".